وأخطأ في حقهم
في قمة الجحف ونكران الجميل ،،،
في لحظة غاب فيها العقل والفكر ،،،
تنازل عن جميع مقومات الإحترام ،، بل لم يبق حتى أدناها ،،
وأخطأ في حقهم !!
نعم ،،
أخطأ في حق من تعلم منهم مقومات الإحترام تلك التي تعامى عنها ،،
أخطأ في حق من ضيعوا من أوقاتهم في سبيل ارتقاء فكر ذلك الإنسان ،،
ومع ذلك ،،
فقد أخطأ في حقهم ،،
في عنفوان مراهقته ،، لم يدرك فداحة ما فعل ،،
فهو لم يكن “الوافي” في حق من أوفى ،،
ولم يكن أهلاً للأخلاق “الشامخة” التي تعلمها منهم ،،
ظن أنه انسان ،،
ولكنه لم يكن كذلك ،،
فقد أخطأ في حقهم ،،
مرت سنون على تلك الأيام ،،
وما زال يتذكر تلك الأيام وكأنها الأمس ،،
أمس اختفى فيه الاحترام ،، أمس اختفى فيه التقدير ،،
ولكن العقل هذه المرة كان حاضراً ،،
يتفنن تأنيب الضمير في قتل محاولات نومه ،،
يتفنن في تدمير أي شعور بالرضى عن النفس ،،
كيف وهو لم يحترم ويقدّر من كانوا بمقام أسياد له ،،
فقد أخطأ في حقهم ،،
ما زالت رحلة البحث عنهم قائمة ،،
فهو يدعو ربه أن يغفر له ما فعل ،،
ولكن كما للرب حق فللعباد حقوق ،،
لعله يجدهم ،، يقبل أيديهم ،، بل وأرجلهم فهو أقل ما قد يفعله ،،
لتتصافى النفوس ،،
فقد كات “متيما مجهولا” خانه العقل وتركه ،،