جمعية حقوق الأطواق

أكتب هذه الأسطر وأنا على ارتفاع 11500 مترا من على سطح الأرض بحسب الشاشة الصغيرة التي أمامي .. كم هي كئيبة تلك الشاشة .. وكم هي مؤلمة الوضعية التي اتخذها رأسي لأشاهد تلك الشاشة حيث اتخذت الفتاة التي أمامي اختيارا بأن “تسدح” كامل الكرسي على قدمي المسكينة .. غريب هو أمرها .. زوجها بجانبها ولكنها اختارتني .. أليس من الأولى أن يشعرني هذا ببعض السعادة ؟

ذكرني وجودي بهذا الارتفاع بأنني لطالما حلمت في مراحل مختلفة من حياتي بأن أكون في كوكب خاص بي .. كوكب لا تحكمه رغبات غيري ولا يجبرني مخلوق آخر بماذا يجب أن أفعله في يومي .. لم كوكب ؟ لعله كون بكامله أصول وأجول فيه مثلما أشاء وقتما أشاء .. لا عادات سخيفة ولا تقاليد مقيته تقيدنا بطوق مثلما يفعلون بالحيوانات الأليفة في كوكب الأرض الجميل (تحية لجمعيات حقوق الحيوان) .. لا .. حتى الحيوانات تملك خيارات أكثر من بعض ما لا نملكه .. فذلك المجبر على الزواج من ابنة عمه .. وتلك العاطلة في بيتها لأنه من العيب أن تعمل كممرضة .. وتلك التي حبسوها وراء القضبان لأنها أجرمت وطلبت الطلاق من زوجها مدمن الشراب .. عفوا أيها الحيوان فقد ظلمتك بتشبيهي السابق .. عش سعيدا بطوقك .. فنحن مقيدون بمليون طوق ..

تقول لي الخريطة بأننا نحلق فوق مدينة مومباي .. تلك المدينة العظيمة وشعبها العظيم .. شعبها الذي لولا دناءة تفكير البشر وعنصريتهم لأصبحوا من أعظم شعوب العالم مكانة وعلما .. لكن لا .. في كوكبي اختاروا بأن الجاه والمكانة تقاس باللون .. تقاس بالعرق .. أخبرني من أين انت عندها سأقول لك ما هي مكانتك في المجتمع .. أتعرفون ما الطريف في هذا الأمر ؟ أصبحت عرفا وأمرا مسلما .. أكاد أجزم بأنه عندما يلد الطفل منهم فإنهم يقدمون له كتيب صغير يحتوي على إرشادات تشغيل .. هذه مكانتك في هذا الكوكب .. احذر من أن تحاول أن ترتقي فوق هذا اللون .. إنهم سادة العالم .. أي سادة يا رجل !! استخدم عقلك فلا شي يقاس بهذه الطريقة .. انت كأصدقاءنا بالأعلى .. لم ترض وحسب بالطوق .. بل وضعته بنفسك وسلمته لهم ..

هل شعرت بالشفقة عليهم ؟ غريب جدا فقد كان كلامي مجازيا .. هل تعلم بأنه يوجد لدينا صورة كربونية في كويكبنا السعودي أو العربي الصغير .. نختلف عنهم في اللغة .. والدين (سلملي على الدين) .. ولكن إن قارنا العقل فلا فرق .. لدينا أطواقهم حيث اننا في الاستيراد الأفضل في هذا الكون .. واجتهدنا وأصبح لدينا أطواقنا الحاصة .. “بس كيف يا كابتن إحنا مسلمين وعندنا دين يحكمنا؟” .. لقد سمعتك .. وأبشرك .. طوق الدين من أشهر الأطواق التي لدينا .. لاحظ .. طوق الدين .. وليس طوق الإسلام .. وافهم يا فهيم

أعتذر لا استطيع اكمال الكتابة .. يبدو أن الفتاة صاحبة الكرسي المنسدح تريد أن تنام .. وأني أرى جهازي المحمول قد بدأ في التهشم تحت محاولاتها المتكررة في تحويل مقعد الطائرة المسكين إلى سرير (ولا عزاء لقدمي) .. ليتني استطيع التحدث معها لأشرح لها بعضا من حقوق المقاعد .. لكن ذلك الطوق الكبير المعلق في رقبتها يمنعها من السماع .. كما هو هو حال الطوق الذي يغطي فمي ..

أحمد

عندما يكون لكرامة النفس .. ثمن

كان الهدوء يعم قاعة الاجتماعات في الدور الرابع من مبنى المكاتب في الرق .. الجميع ينظر إلى الساعة وهي تتك الثانية بعد الثانية بإنتظار الساعة السابعة صباحا

السابعة صباحا هي الساعة التي يجتمع فيها رؤساء الشركات في الرق مع العميل لمناقشة ما تم تنفيذه في اليوم السابق ووضع خطة لليوم القادم

نظرت للوجوه الحاضرة في الاجتماع .. من كل لون وشكل .. ذلك البريطاني المتثاءب .. بجانبه الانسان الضخم من جنوب افريقيا الذي لا يعرف حديثا غير الرياضة

وفي الخلف ترى بعض الوجوه التي تتجنب الضوء فيختبئون خلف المقاعد الأمامية .. لماذا تخيلت النعام في تلك الحظة ؟؟

قطع حبل تفكيري (المتكون من النعام دافن الرأس في التراب) دخول مدير العمليات في الرق .. رجل ضخم الجثة فرنسي الجنسية .. ينفع أن يكون بطلا في أحد الأفلام الفرنسية المملة

بلكنته الانجليزية العجيبة المختلطة بالفرنسية بدأ الحديث عن ملخص عمليات البارحة .. ومن ثم مناقشة كل مسؤول عن خطة اليوم

لم أملك الكثير لأقوله لكوننا انجزنا عملا طيبا في اليوم السابق (الحمدلله) .. وكعادتي -لست أدري أهي جيدة أم لا- ختمت تقريري بمزحة سخيفة ولكنها نحجت في اضحاكهم .. لك أن تتخيل سخافة النكت الفرنسية صديقي القاريء

انتقل الدور لمسؤول آخر .. انسان لطيف جدا عمره ضعف عمري .. وبدأ في سرد ما جرى بيومه السابق

بدأ الفرنسي بتوجيه اسئلة سخيفة لذلك الرجل الطيب .. يلومه فيها على بعض الأخطاء التي حدثت

 لم تكن تلك الأمور أخطاء ذلك الرجل على الإطلاق .. توقعت أن يشتاط ذلك الرجل غضبا .. عفوا أقصد أن يرد على ما قاله الفرنسي بهدوء وعقلانية

لكني تفاجأت بإقراره على تلك الاخطاء .. بل وإعتذاره عنها وأنه لم يعيدها مرة أخرى .. لم ينتهي الامر عند ذلك الحد .. بل وصل الأمر لحد التهزيء وما زال ذلك الرجل يعتذر

انتهى الإجتماع .. ويقيت في رأسي علامات استفهام كثيرة .. مالذي دفع ذلك الرجل لتقبل كل ذلك التهزيء ؟؟

 

 نسيت الموضوع برمته بعد الإجتماع إلى أن حان وقت الغداء .. جمعتني الطاولة بزميل لذلك الرجل .. وهو صديق لي

وجدت نفسي اسأله بلا تفكير مسبق عما حدث في ذلك الصباح .. فقد كان ذلك الرجل جيدا في عمله بل ومخلصاً

أجابني: هذه ليست المرة الأولى .. والكل يعرف هذا

استغربت .. وفهم صديقي أنني اريد المزيد من الايضاح

أردف قائلا: المال يا صديقي

قاطعته .. وما دخل المال ؟؟

بدأ صديقي في سرد قصة ذلك الرجل

يملك ذلك الرجل من الخبرة ما تؤهله لأن يكون مدير قارة بأكملها في مجال عمله .. لكن بطبيعة العمل الميداني فإن ما تجنيه في عملك بالحقل قد يصل لضعف ما تجنيه بعملك في المكتب

ولكونه على مشارف بداية زواج وبداية عائلة فقد رفض جميع العروض التي قدمت له لأن ينتقل للعمل المكتبي .. الحاجة للمال

وأخذته السنون وبقي على عمله الميداني قرابة العشر سنين .. وهو على نفس المرتبة ونفس الحال .. ولكن ليس على نفس العمر

لم يكن يعلم في حين اتخاذه ذلك القرار ببقاءه في العمل الميداني أن سياسة العمل ستتغير .. وأن التوجه سيتحول نحو توطين صغار العمر في العمل الميداني

وهو ما حدث في هذه السنين الأخيرة .. بدأت الشركة في فصل كثير ممن اتخذوا نفس قراره على اتفه الأخطاء

ولعل رده على ذلك التهزيء سيكون سببا كافيا “في نظر إدارته” لصرفه من العمل

 

سرحت عن بقية القصة .. تذكرت حديثتي مع ذلك الرجل منذ يومين

لديه 4 ابناء لطيفين جدا .. ابن في السادسة .. وتوأم ثلاثي في الثالثة من العمر

أخبرني عن خطته في الاجازة القادمة للسفر من أجل حفل ميلادهم .. حيث لا يفصل عن التوأم وابنه سوى اسبوع

حينها أدركت ماذا كان يدور في خاطر ذلك الرجل وقت ذلك السيل الماطر من التهزيء

كانت صور أبناءه الاربعة تجول في خاطره .. كم سيكون رده مكلفا حين يكون الثمن تقصيره في حق عائلته

قبل التنازل عن كرامته بل وحقه من أجل عدم المساس بمصدر رزق الأسرة

 

أحترمت تفكير ذلك الرجل -ولست في موقف اتفاقي أو اختلافي بما يفعله- .. فهذا مثال لإنسان لا يملك من الدنيا سوى عوائد ذلك العمل

يضطر لترك أسرته شهرا كاملا منقطعا بعيدا وسط البحار .. من أجلهم .. ما أجمل تلك التضحية

قد لا ندرك النعمة التي نحن فيها حتى نرى مثل تلك الأمثلة .. قد تكون كافية لأن تخرجنا من الفقاعة التي نعيش فيها ونرى غيرنا كيف يعيشون

ونحمد الله على نعمه

أحمد

The story of one Saudi passport

Saudi Passport

Saudi Passport

around 8 months ago, I got a job offer to work in Malaysia for two years .. I took this job and as a normal procedure I applied for a long term visa .. well, I found that my passport will expire in 14 months at that time and there is no way to get a two years visa .. I said to my-self let’s try to renew the passport .. looks like an easy solution right ? of course not ! .. nothing was easy .. when I went to renew the passport they said we can’t do anything unless the passport is at least 6 months to expire .. GUYS !! I’m leaving the country for two years !!.. The expected famous answer was “Sorry we can’t do anything” and they said later you can renew it from the embassy there in Malaysia .. Well, I guess I have no other solution .. I said let’s apply for 1 year visa and later we will see what’s gonna happen .. and I wish If I didn’t say that ..

Recently, around two weeks ago I’ve been assigned to work in Brunei ( Near East of Malaysia ) and this job will be for 12-18 months .. and AGAIN I need a new visa now (It’s very hard for Saudis to get any visa nowadays) .. I totally forgot about the expiration date issue of my passport .. » Read more