لِمَ خُلِقْتَ يا ليل كئيبا ؟

(1)
سألت الليل حين أقبل بسواد ظلامه
لِمَ أخفيت شمساً وأذهبت نوراً عمّ جماله ؟
قتلت صُبْحاّ تنفس في بساط الأرض وجباله ..
لَمْ ترحم محباً سعى لوصال كماله ..
لِمَ خُلِقْتَ يا ليل كئيبا ؟
(2)
ظهر نورٌ اضاء أرضاً وبعض سماء ..
تبسّم الليل .. تحدث .. وأظهر ذلك القمر الوضّاء ..
لم حكمت بظلمتي .. وهذا نوري يشع بكل مساء ؟
أهو حال قلبك ؟ .. أرجوك .. لا تخلط بين صيف وشتاء ..
أخبرني .. لم جعلت أنت من الليل كئيباً ؟
(3)
لم أعرف حزناً وإلا كنت يا ليل مفتاح أبوابه ..
عرفتها تحت شمس أفراح .. وكان قمرك يضيء ليل فراقه ..
اذهب .. لا تعد .. فلا خير فيمن السواد عم أرجاءه ..
لن يختار الأسود .. من كان البياض جاره ..
لِمَ خُلِقْتَ يا ليل كئيبا ؟
بزغ نور أشاح بذلك السواد وأسكت حديثا هم أن يكون ..
أحمد