عن عملي أتحدث .. القراءات أثناء الحفر

منذ فترة طويلة وأنا أنوي الكتابة عن عملي بشكل مبسط، أخذني التأجيل حتى انقضت نحو الأربعة سنوات. ولكن على وزن ما يقال أن “تكتب” متأخراً خير من ألا تكتب على الإطلاق. فشكرا لمن شجعني على كتابة هذه التدوينة 🙂

كتبت منذ فترة ليست بالبعيدة عن عالم الحفارات البحرية للتنقيب عن البترول. يمكنك العودة وقراءة هذا الموضوع من هنا. سأكمل بهذه التدوينة ببعض التفاصيل عن تخصصي الميداني وهو “القراءات أثناء الحفر”. ماذا نعني بذلك ؟ حسنا لم يعد الأمر كالماضي عند الحفر والتنقيب على البترول بحفر آبار بترول عمودية، بل نشأت تقنية تسمى بـ “الحفر الإتجاهي”. هذه الصورة تعطي فكرة عن شكل أحد هذه الآبار.
الحفر الإتجاهي
الحفر الإتجاهي
هذه التقنية “الحفر الإتجاهي” تساعد كثيرا في الوصول لبعض مناطق البترول التي لا يمكن الوصول إليها عن طريق الحفر العمودي التقليدي. على سبيل المثال نستطيع الخروج من المدينة والحفر في الصحراء بشكل افقي حتى نصل لتحت المدينة وبالتالي لا نشكل خطرا أو تلوثا على سكان تلك المدينة. ونفس الأمر ينطبق على الغابات وحتى البحار.

يبقى التحدي هنا بكيفية التحكم باتجاه نقطة الحفر. بعض أهداف الحفر تكون ضيقة جدا بعرض متر أو مترين على عمق 5 الاف متر تقريبا. من هنا نشأت فكرة تقنية “القراءات أثناء الحفر”.
منظر من الحفارة عند التجهيز
منظر من الحفارة عند التجهيز
تم انشاء أدوات متخصصة تحتوي على رقائق الكترونية تتحمل درجات حرارة عالية تصل إلى 150 درجة مئوية وتستطيع تحمل ظروف الحفر المليئة بالاهتزازات. أحد هذه الأدوات تستطيع وبدقة تحديد زاوية الميلان والإتجاه على اي عمق نصل به أثناء الحفر ومنه نستطيع تحديد إلى أين ستكون الوجهة ومدى بعدنا عن الهدف المنشود سواء كان غاز أو بترول.


قد يطرأ على بالك سؤال (كما طرأ على بالي عند تعلمي لهذه التقنية)، كيف تصلني هذه المعلومات والقراءات من الأدوات التي تكون على عمق 5000 متر تحت سطح الأرض ؟ بالتأكيد لا يمكن لبشر أن ينزل لهذا العمق ولا يمكن تمديد أسلاك أثناء الحفر حيث أن الأدوات تدور بشكل دائم. فكان لا بد من اختراع طريقة يمكننا عن طريقها ايصال المعلومات إلى السطح، ومن هنا أتت فكرة (اشارات عن طريق الضغط).
اشارات ومعلومات من الباطن إلى السطح
اشارات ومعلومات من الباطن إلى السطح
تحتوي أحد الأدوات على صانع لذبذبات واشارات عن طريق الضغط، يتم ضخ سائل من السطح إلى الأدوات بشكل مستمر ويقوم هذ الصانع باغلاق مجرى السائل بحيث يزيد الضغط ومن ثم فتحه مرة أخرى فيخف الضغط بشكل سريع ومتتال. عند كل ارتفاع للضغط يتم حساب 1 وعند الانخفاض تصبح 0 وبالتالي استطعنا انشاء سلسلة من الذبذبات 10101010111010001 على شكل أرقام أولية تنتقل عبر هذا السائل إلى السطح حيث يوجد لها مستشعر خاص يقوم بترجمتها إلى معلومات وقراءات.


تطورت هذه التقنية مؤخرا ولم تعد تنحصر بالاتجاه فقط، بل امتدت لأن نستطيع معرفة جميع خواص طبقات الأرض أثناء الحفر. نستطيع معرف المقاومة والمسامية والكثاقة ونوع طبقات الأرض بل وأن نأخذ عينات أثناء الحفر. وبالتالي نستطيع معرفة كمية البترول الموجود أثناء الحفر بدون أن ننتظر ولا ثانية واحد بعد الوصل لذلك العمق المنشود. كل أداة متخصصة بمجموعة قراءات معينة يتم اختيارها في كل بئر على حسب الاحتياجات والتوقعات لذلك المكان، نقوم ببرمجتها على السطح قبل انزالها لتحديد ماذا نريد أن نرى من معلومات وعلى اي سرعة.
برمجة الأدوات في السطح قبل الحفر
برمجة الأدوات في السطح قبل الحفر
كانت هذه نبذة بسيطة جدا عن عملي وبشكل خفيف، إن أردتم أن نتعمق بها فلا أمانع على الإطلاق وربما أفرد تدوينة أخرى أتعمق فيها في عالم القراءات أثناء الحفر والحفر الإتجاهي. وسأسعد جدا إن كان لديك أي سؤال :). وجدت صعوبة نوعا ما في ترجمة المصطلحات الخاصة بالحفر إلى العربية. سأذكرها هنا بالإنجليزية لكي تستطيع البحث عنها في الانترنت إن أردت.


Directional Drilling
Measurements While Drilling MWD
Logging While Drilling LWD
Pressure Pulses Tememetry

أحمد

مدونتي العزيزة لك أجرب الفضضة ..



مدونتي العزيزة .. أحتجت للفضفضة بشدة .. أتمنى أن تبقي ما نتحدثه سراً بيننا .. لم أتعود الفضفضة مع أحد .. بالأصح تعلمته مرة بحياتي ولكن لم يدم ذلك الأمر طويلا .. فعادة 25 سنة من الكتمان لا يمكن أن تتغير بسهولة .. لكن وجدت بك ما أراحني قليلا باستماعك لي.

 

لا أعلم ما الذي يحدث لي مؤخراً .. فقدت السيطرة على كثير من الأمور بحياتي .. أهملت بها بعض الأمور واذا بها تنفجر علي .. لماذا أجد تلك الحاجة الشديدة لأن أتكلم مع شخص ما بما يحدث في يومي ؟ لماذا انتظر أن يسألني أحدهم عن التفاصيل الصغيرة التي تشغلني ؟ .. لم أكن هكذا .. لماذا هذا التغيير المفاجيء ؟ وجدت نفسي أستمع للأغاني القديمة .. تلك التي كنت أسمعها وأنا في السعودية .. تذكرني بجميل تلك الأيام .. لماذا هذا الشوق المفاجيء ؟ .. لم تضايقني الغربة في الأربع السنوات الماضية .. لماذا أصبحت لا أطيق البقاء وحيداً فجأة ؟ .. ملايين الأسئلة تتقاذف وتلعب برأسي الممتليء بالشيب من كل جهاته .. ونعم .. بدأ يغزو الشيب سكسوكتي بشعرتين في أسفله .. وأعرف تماما العلاقة بين زيادة الشيب وما أشعر به.

 

شكرا لاستماعك لي .. لعلي أعود إليك بتفاصيل أكثر من هذه الألغاز والأكواد .. اعلم أنك لم تفهمي شيئا مما قلته .. فأنا أحاول أعوّد نفسي تدريجيا على هذا .. فقد قاربت على الإنفجار.


That Poor Guy

All the sudden he realized how lonely he is .. No close friends to talk to .. Nothing other than work in his life. Life for him is just a matter of time.. Lost the reason of hanging in there .. Today is same like tomorrow, same like yesterday.

I asked him once .. How can u keep that big smile all the time .. He said, if I can’t be happy .. I’ll try to make others happy. They don’t know how he feels .. They think he is the happiest guy ever, even myself .. It was so sad when he just let it go out. He always disappear at night .. Always wondering where does this happy guy go .. He must has a secret life? .. Secret family?  They didn’t know, No smile can last forever .. His night was his time to take this happy mask off .. And to be the real him.

I asked him again .. Why u don’t just let it go out to them ? .. He surprised me with his answer .. He said, I never did .. I never learned. He is the best in cheering others up .. He is the best listener ever .. They didn’t know that he is worst in sharing feelings. He thinks no one can understand him .. He is afraid that ppl will feel sorry for him .. It’s just a new concept for him. Sometimes he phases out and that smile will disappear .. Then they ask, where was ur mind? He never answered with other than a smile. He thinks talking about his feeling is a weakness .. The idea of ppl feeling sorry for him is just not in his dictionary.

He became well known with his smile .. He became the source of happiness for the ppl around him .. What about you? I feel bad when he locks himself in his room at night .. We dunno what is he doing .. He never told us how sad he was. He never had a “best” friend .. He thought he was surrounded with many .. But he was wrong .. They all left him. It is weird, I remember how he was close with many of them .. He was always there for them ..Today, he is just a memory for them.

He thought that smile will give him happiness .. But when he looks to the mirror .. He can only see how life is not fare. I told him many times .. You will never feel that way till u get it out of your chest .. His answer always was “No one deserve”. He heals his pain with smiles .. He never realized it’s just a short term solution .. It doesn’t work anymore. He tried to get it out by writing .. Nothing other than unknown codes and words .. Symbols that no one can understand .. He knew what he is doing .. But didn’t care.

Just don’t be that poor guy.

أحمد

 

عندما لا يجد موظفك التقدير

أستغل بداية هذه التدوينة أو اليومية بتهنئتكم بعيدنا وعيد جميع المسلمين يوم الجمعة .. وإن شاء الله يكون بداية كل خير وأفراح ونهاية كل حزن وشقاء لكل انسان 🙂

كان الأمس أول يوم أذهب فيه للمكتب منذ انتهائنا من مشروع الحفر المليء بالتحدي بالأسبوع الماضي .. والحق يقال أننا انجزنا عملا طيبا والحمدلله .. عادتي أن ابدأ يومي بالدخول على المدير العام والتحدث عن سلبيات أي مشروع انجزناه وكيفية تلافي تلك الأخطاء في المشاريع القادمة بحكم كوني المسؤول عن ذلك المشروع .. أصرّيت على صديقي بالدخول معي لكي يتعود على هذا الجو ومن ثم يصبح جاهزاً للقيادة ويمكنني الإنتقال لمرحلة أخرى في مجال العمل بالبترول والغاز.

بدأ النقاش بحديث عام وشكر للفريق على على العمل الممتاز الذي تم .. ومن ثم بدأنا في النقاش عن السلبيات .. ومديري هذا ايرلندي الجنسية صارم جدا في هذه النقطة بالذات .. فكان يحمل في كلامه كثير من عبارات السخط وكيف لم تنبه لهذا ولم فعلت هذا ووو الخ من عبارات الملامة .. بحكم تعوّدي على هذا الأمر فأنا أعلم الجانب النفسي الذي يبثه أمر مثل هذا حيث يكون الهدف العام هو منع تكرار مثل تلك الأخطاء .. لكن عيب هذا الأسلوب النفسي أنه لا ينطبق على الجميع .. أو بمعنى أصح لا يفهم الكثر من الموظفين أن الملامة لا ينبغي أن تؤخذ بشكل شخصي على الإطلاق .. هي عن العمل وتنتهي بالعمل. انتهينا من نقاش دام قرابة الأربع ساعات – وقوفاً 🙁 – وخرجت لإتمام بعض أموري .. واتجه صديقي للأسفل.

بعد مرور 10 دقائق .. وصلتني رسالة على هاتفي من صديقي .. يطلب مني التحدث معه .. أرسلت له بأن يأت لمكتبي .. أتى وكان وجهه يحمل ملامح غضب واضحة .. بدأ حديثه مباشرة: لِمَ لَمْ تدافع عنا ؟؟ .. فاجأني بسؤاله .. استمر بحديثه قائلا: أنت المسؤول عن هذا المشروع وتوقعت منك أن تدافع عن أفراد فريقك، هل يعلم بأني قمت بكذا وكذا وفعلت كذا وكذا .. أجلسته وطلبت منه الهدوء وبدأت التحدث معه .. أخبرته بأن الجملة الأولى في الإجتماع كانت شكر وتقدير عن العمل .. صدور هذا الأمر بحد ذاته من مدير إقليمي هو أمر إيجابي .. وطبيعة هذه الإجتماعات أن تأخذ منحنى السلبيات لكي يتم تلافيها .. التحدث عن الإيجابيات لن يأتي بفائدة .. أجابني: اذا لماذا عندما كان يتحدث بأي جملة سلبية يحوّل نظره نحوي وليس نحوك !؟ .. ابتسمت وقلت اذن هذا ما ازعجك 🙂 ؟ .. أخبرته أننا دخلنا كفريق وأي ملامة فإنها تقع على عاتق الفريق وليس الفرد .. لم يقتنع .. وأخبرني بأنه يريد الإستقالة طالما أنه لا يوجد هناك تقدير لمن يعمل بجد في هذا المكان .. أخبرته حسنا أخبرني مالذي سوف يرضيك ؟ .. قال بأن تتحدث مع المدير وتخبره بأنني فعلت كذا وكذا وكان مجهودي كبيرا نحو ذلك المشروع .. أخبرته وتظن بأنني لا اخبره بذلك في كل اتصال صباحي 🙂 ؟ .. أقترحت عليه بأن ندخل عليه سوية وأنا سأقوم بالتحدث .. رفض .. قلت له اذا انتظر .. وذهبت لمكتب مديري.

دخلت على مديري وتحدثنا عن أمر خارجي (له علاقة بعودتي وانتهاء الغربة .. سيكون له حديث آخر ;)) .. انتهينا من الحديث وهمّ بالخروج لكي نقوم بعمل بعض القهوة .. استأذنته بالتحدث في موضوع خاص .. وشرحت له ماحدث بيني وبين صديقي .. ليس بم أخبرني ولكن بم يشعر .. وأنه لم (يفهمها وهي طايرة) وأخذ الحديث عن السلبيات بشكل شخصي .. وإن تركناه بهذا النحو فإنه سيفقد كل الطموح ولابد أن تتحدث معه .. بكل أمانة، توقعت أن يغضب مديري فهو من النوع الذي لا يحب أن يخبره أحد بم يجب أن يفعل ولكن بكوني قائد الفريق فلابد أن ادافع عن فريقي .. ابتسم، وأخبرني: أتعلم لماذا لم أتحدث عن الإيجابيات؟ لأن عملكم بحد ذاته يشهد لكم بم قدمتموه .. وحديثي عن السلبيات بذلك الشكل الصارم كان من باب التقويم السريع (سيكون صديقي بديلا لي عند مغادرتي ولا يعلم بهذا) .. أخبرني بأن أطيّب خاطره وأن أخبره بشكره وتقديره .. أقترحت عليه أن يتحدث معه وأن يخبره هذا بنفسه .. وهو ما تم.

الخلاصة: نفسية الموظف أمر حساس جدا .. وكمدير أو قائد لفريق فإن الحفاظ على معنوياتهم وطموحهم أمر جداً ضروري لضمان استمرارية جودة عمل الفريق والمحافظة عليهم لأطول وقت.

إضافة: في ناس تحب النوم كثيييير مررررة ههههه

أحمد

تدوينة من دون عنوان

فترة طويلة مرت منذ آخر مرة كتبت فيها في هذا المكان .. ظننت أنني أصلحت حالي مع الكتابة .. ولكن عقلي لم يلتزم بعهد الصلح وتبرر بعدم وجود أفكار للكتابة .. وها أنا أكتب بلا فكرة وبلا عنوان .. لعل الفكرة تأتي وسط خضم الكتابة .. لا بأس سأجعلها مذكرة يومية أكثر من كونها تدوينة لفكرة معينة

قبل قليل تحدثت مع مسؤول الاتصالات بالرق .. لكي يتم حجز مقاعد لنا في الهليوكبتر المغادرة صباح الغد .. فللتو انتهينا من حفر أحد آبار البترول المليئة بالتحدي .. سميناه بئر الثعبان حيث يحمل الكثير من التعرجات .. إن كان أحدكم مهتما أستطيع توفير بعض الصور عن المشروع .. وصلنا لعمق 7480 مترا تحت الأرض .. تخيل رحلة من جدة إلى المدينة ذهابا وعودة .. نعم هذا هو طول البئر الذي تم حفره .. 3 اسابيع قضيناها في هذا المشروع .. أحمد محدثكم .. جورقن من الفلبين .. فونج من ماليزيا .. بادرول من ماليزيا .. كارا من أمريكا .. فريق من المجانين.

عن الهليكوبتر كنت أتحدث ؟ حسنا خبر سيء .. تم تأجيل الرحلة إلى يوم الثلاثاء (قيد المحاولة لجعلها يوم الإثنين .. أي غداً) .. الرحلة قصيرة .. يفصلنا تقريبا ساعة من الطيران عن أقرب قطعة من الأرض .. ستكون الوجهة إلى دولة بروناي وحاكمها السلطان عظيم الجاه .. وبالتأكيد سآخذ اقرب رحلة إلى ماليزيا حيث وجهة سكني هناك .. بعض الراحة قبل أن نعود لمشروع جنوني جديد.

سأتوقف هنا .. ولكن سأكمل الكتابة قريبا جدا

أحمد

عندما يكون لكرامة النفس .. ثمن

كان الهدوء يعم قاعة الاجتماعات في الدور الرابع من مبنى المكاتب في الرق .. الجميع ينظر إلى الساعة وهي تتك الثانية بعد الثانية بإنتظار الساعة السابعة صباحا

السابعة صباحا هي الساعة التي يجتمع فيها رؤساء الشركات في الرق مع العميل لمناقشة ما تم تنفيذه في اليوم السابق ووضع خطة لليوم القادم

نظرت للوجوه الحاضرة في الاجتماع .. من كل لون وشكل .. ذلك البريطاني المتثاءب .. بجانبه الانسان الضخم من جنوب افريقيا الذي لا يعرف حديثا غير الرياضة

وفي الخلف ترى بعض الوجوه التي تتجنب الضوء فيختبئون خلف المقاعد الأمامية .. لماذا تخيلت النعام في تلك الحظة ؟؟

قطع حبل تفكيري (المتكون من النعام دافن الرأس في التراب) دخول مدير العمليات في الرق .. رجل ضخم الجثة فرنسي الجنسية .. ينفع أن يكون بطلا في أحد الأفلام الفرنسية المملة

بلكنته الانجليزية العجيبة المختلطة بالفرنسية بدأ الحديث عن ملخص عمليات البارحة .. ومن ثم مناقشة كل مسؤول عن خطة اليوم

لم أملك الكثير لأقوله لكوننا انجزنا عملا طيبا في اليوم السابق (الحمدلله) .. وكعادتي -لست أدري أهي جيدة أم لا- ختمت تقريري بمزحة سخيفة ولكنها نحجت في اضحاكهم .. لك أن تتخيل سخافة النكت الفرنسية صديقي القاريء

انتقل الدور لمسؤول آخر .. انسان لطيف جدا عمره ضعف عمري .. وبدأ في سرد ما جرى بيومه السابق

بدأ الفرنسي بتوجيه اسئلة سخيفة لذلك الرجل الطيب .. يلومه فيها على بعض الأخطاء التي حدثت

 لم تكن تلك الأمور أخطاء ذلك الرجل على الإطلاق .. توقعت أن يشتاط ذلك الرجل غضبا .. عفوا أقصد أن يرد على ما قاله الفرنسي بهدوء وعقلانية

لكني تفاجأت بإقراره على تلك الاخطاء .. بل وإعتذاره عنها وأنه لم يعيدها مرة أخرى .. لم ينتهي الامر عند ذلك الحد .. بل وصل الأمر لحد التهزيء وما زال ذلك الرجل يعتذر

انتهى الإجتماع .. ويقيت في رأسي علامات استفهام كثيرة .. مالذي دفع ذلك الرجل لتقبل كل ذلك التهزيء ؟؟

 

 نسيت الموضوع برمته بعد الإجتماع إلى أن حان وقت الغداء .. جمعتني الطاولة بزميل لذلك الرجل .. وهو صديق لي

وجدت نفسي اسأله بلا تفكير مسبق عما حدث في ذلك الصباح .. فقد كان ذلك الرجل جيدا في عمله بل ومخلصاً

أجابني: هذه ليست المرة الأولى .. والكل يعرف هذا

استغربت .. وفهم صديقي أنني اريد المزيد من الايضاح

أردف قائلا: المال يا صديقي

قاطعته .. وما دخل المال ؟؟

بدأ صديقي في سرد قصة ذلك الرجل

يملك ذلك الرجل من الخبرة ما تؤهله لأن يكون مدير قارة بأكملها في مجال عمله .. لكن بطبيعة العمل الميداني فإن ما تجنيه في عملك بالحقل قد يصل لضعف ما تجنيه بعملك في المكتب

ولكونه على مشارف بداية زواج وبداية عائلة فقد رفض جميع العروض التي قدمت له لأن ينتقل للعمل المكتبي .. الحاجة للمال

وأخذته السنون وبقي على عمله الميداني قرابة العشر سنين .. وهو على نفس المرتبة ونفس الحال .. ولكن ليس على نفس العمر

لم يكن يعلم في حين اتخاذه ذلك القرار ببقاءه في العمل الميداني أن سياسة العمل ستتغير .. وأن التوجه سيتحول نحو توطين صغار العمر في العمل الميداني

وهو ما حدث في هذه السنين الأخيرة .. بدأت الشركة في فصل كثير ممن اتخذوا نفس قراره على اتفه الأخطاء

ولعل رده على ذلك التهزيء سيكون سببا كافيا “في نظر إدارته” لصرفه من العمل

 

سرحت عن بقية القصة .. تذكرت حديثتي مع ذلك الرجل منذ يومين

لديه 4 ابناء لطيفين جدا .. ابن في السادسة .. وتوأم ثلاثي في الثالثة من العمر

أخبرني عن خطته في الاجازة القادمة للسفر من أجل حفل ميلادهم .. حيث لا يفصل عن التوأم وابنه سوى اسبوع

حينها أدركت ماذا كان يدور في خاطر ذلك الرجل وقت ذلك السيل الماطر من التهزيء

كانت صور أبناءه الاربعة تجول في خاطره .. كم سيكون رده مكلفا حين يكون الثمن تقصيره في حق عائلته

قبل التنازل عن كرامته بل وحقه من أجل عدم المساس بمصدر رزق الأسرة

 

أحترمت تفكير ذلك الرجل -ولست في موقف اتفاقي أو اختلافي بما يفعله- .. فهذا مثال لإنسان لا يملك من الدنيا سوى عوائد ذلك العمل

يضطر لترك أسرته شهرا كاملا منقطعا بعيدا وسط البحار .. من أجلهم .. ما أجمل تلك التضحية

قد لا ندرك النعمة التي نحن فيها حتى نرى مثل تلك الأمثلة .. قد تكون كافية لأن تخرجنا من الفقاعة التي نعيش فيها ونرى غيرنا كيف يعيشون

ونحمد الله على نعمه

أحمد

البحر والرق وأنا .. يوميات رحّالة بالغلط



يمكن من أسوأ الاشياء اللي تمر على الانسان .. لما يوصل لمرحلة ما يلاقي احد يتكلم معاه في موضوع طبيعي انساني ماله اي علاقة بالشغل

انا نوعا ما دحين حاس اني فيها .. فقلت الحق على نفسي واتكلم هنا .. اقلّها احد بيعرف انا ايش بسوي وايش شغلي اللي الى هدا اليوم ماعرف اوصفه لأصحابي وعائلتي

 

ليا في الشغلة دي دحين 3 سنين تقريبا .. كتب ربي ان رزقي يكون في دولة ماليزيا في شرق اسيا .. وبروناي مقسم وقتي بينهم

كيف وصلت للمكان دا .. وليش اخترت الشغلة دي .. وليش لغاية دحين انا هنا ؟ .. هدي الاشياء يمكن بكتب عنها بعدين ان شاء الله .. دحين ابغى اوصف وين انا وايش يعني رق

 

كتير مرات في الفيس بوك او التويتر اكتب اني رايح الرق او جاي من الرق .. بس ماحد بيعرف معناها الا اللي شافها قبل فقلت اعطيكم فكرة

 

كلمة رق ماهي عربية .. هي مأخوذة من الكلمة الانجليزية

Rig

وكاملها

 Offshore Oil Rig

يعني بالعربي حتصير حفارات النفط البحرية .. بس بحكم اننا نستخدم الانجليزي فخلاص صرنا نسميها الرق .. بس في بعض الدول زي مصر وليبيا يسموها حفارة

 

على حسب الدولة ومكان تواجد البترول .. فممكن انها تكون بحرية وممكن انها تكون على البر .. بس حظي رماني في ماليزيا فكل البترول موجود تحت البحر

=D

هذي صورة للمنشأة أو الحفارة أو الرق بشكل عام

تخيل كدا البحر حوليك على مد النظر .. حلو ولا ؟؟

 

نجي على شغلتي .. طبعا التنقيب على البترول عملية طويلة وفيها كثير من المراحل

تبدأ بالدراسات والبحث .. ومنها يتحدد الموقع وخطة الحفر .. بعدين يجي الحفر والقراءات .. بعدها الانتاج

 

أنا وسط الطبخة دي كلها طحت في مرحلة الحفر والقراءات .. ماحدخل في التفاصيل ايش نسوي بالضبط بس احنا اللي نحفر ابار البترول ونعطي قراءات ونقولهم اذا كان في بترول أو غاز أو بس ضيعنا وقتنا ههههه

 

أكيد بيجي سؤال على خاطر اي أحد .. كيف نوصل دا المكان ؟؟

يعتمد على ميزانية المشروع نفسه .. اذا كان شي معتبر فنروح ونرجع بهليكوبتر << أول يوم ركبتها كنت متحمس هههه

وأحيانا يكون العميل بخيل فنروح ونرجع على سفينة .. بس نادرة تكون

 

 

تختلف عملية الحفر ومدتها من مكان لمكان حسب طبيعة الارض وايش نتوقع منها .. لكن بشكل عام نقعد في وسط البحر كدا بالشهور أحيانا

أكتر فترة قعدتها كانت تقريبا 5 شهور عشان نخلص بير واحد


=D أحس كدا كفاية كمقدمه .. عارف انها مملة وكلها اشياء ما تنفهم .. بس اقلّها لما اجي بشرح بعدين يومياتي يكون في فكرة عامة عن الوضع

دحين على وشك نبدأ حفر بير ان شاء الله .. دعواتكم يخلص بسرعة وعلى خير بدون اي مشاكل

وبعدها نرجع لكم ان شاء الله في يومية تانية

 

وبما إنه رمضان بكرة ان شاء الله نستغل الفرصة ونقولكم كل عام وانتم بخير .. اعانكم الله على صيامه وقيامه



🙂 أحمد

@AAJunaid