عندما لا يجد موظفك التقدير

أستغل بداية هذه التدوينة أو اليومية بتهنئتكم بعيدنا وعيد جميع المسلمين يوم الجمعة .. وإن شاء الله يكون بداية كل خير وأفراح ونهاية كل حزن وشقاء لكل انسان 🙂

كان الأمس أول يوم أذهب فيه للمكتب منذ انتهائنا من مشروع الحفر المليء بالتحدي بالأسبوع الماضي .. والحق يقال أننا انجزنا عملا طيبا والحمدلله .. عادتي أن ابدأ يومي بالدخول على المدير العام والتحدث عن سلبيات أي مشروع انجزناه وكيفية تلافي تلك الأخطاء في المشاريع القادمة بحكم كوني المسؤول عن ذلك المشروع .. أصرّيت على صديقي بالدخول معي لكي يتعود على هذا الجو ومن ثم يصبح جاهزاً للقيادة ويمكنني الإنتقال لمرحلة أخرى في مجال العمل بالبترول والغاز.

بدأ النقاش بحديث عام وشكر للفريق على على العمل الممتاز الذي تم .. ومن ثم بدأنا في النقاش عن السلبيات .. ومديري هذا ايرلندي الجنسية صارم جدا في هذه النقطة بالذات .. فكان يحمل في كلامه كثير من عبارات السخط وكيف لم تنبه لهذا ولم فعلت هذا ووو الخ من عبارات الملامة .. بحكم تعوّدي على هذا الأمر فأنا أعلم الجانب النفسي الذي يبثه أمر مثل هذا حيث يكون الهدف العام هو منع تكرار مثل تلك الأخطاء .. لكن عيب هذا الأسلوب النفسي أنه لا ينطبق على الجميع .. أو بمعنى أصح لا يفهم الكثر من الموظفين أن الملامة لا ينبغي أن تؤخذ بشكل شخصي على الإطلاق .. هي عن العمل وتنتهي بالعمل. انتهينا من نقاش دام قرابة الأربع ساعات – وقوفاً 🙁 – وخرجت لإتمام بعض أموري .. واتجه صديقي للأسفل.

بعد مرور 10 دقائق .. وصلتني رسالة على هاتفي من صديقي .. يطلب مني التحدث معه .. أرسلت له بأن يأت لمكتبي .. أتى وكان وجهه يحمل ملامح غضب واضحة .. بدأ حديثه مباشرة: لِمَ لَمْ تدافع عنا ؟؟ .. فاجأني بسؤاله .. استمر بحديثه قائلا: أنت المسؤول عن هذا المشروع وتوقعت منك أن تدافع عن أفراد فريقك، هل يعلم بأني قمت بكذا وكذا وفعلت كذا وكذا .. أجلسته وطلبت منه الهدوء وبدأت التحدث معه .. أخبرته بأن الجملة الأولى في الإجتماع كانت شكر وتقدير عن العمل .. صدور هذا الأمر بحد ذاته من مدير إقليمي هو أمر إيجابي .. وطبيعة هذه الإجتماعات أن تأخذ منحنى السلبيات لكي يتم تلافيها .. التحدث عن الإيجابيات لن يأتي بفائدة .. أجابني: اذا لماذا عندما كان يتحدث بأي جملة سلبية يحوّل نظره نحوي وليس نحوك !؟ .. ابتسمت وقلت اذن هذا ما ازعجك 🙂 ؟ .. أخبرته أننا دخلنا كفريق وأي ملامة فإنها تقع على عاتق الفريق وليس الفرد .. لم يقتنع .. وأخبرني بأنه يريد الإستقالة طالما أنه لا يوجد هناك تقدير لمن يعمل بجد في هذا المكان .. أخبرته حسنا أخبرني مالذي سوف يرضيك ؟ .. قال بأن تتحدث مع المدير وتخبره بأنني فعلت كذا وكذا وكان مجهودي كبيرا نحو ذلك المشروع .. أخبرته وتظن بأنني لا اخبره بذلك في كل اتصال صباحي 🙂 ؟ .. أقترحت عليه بأن ندخل عليه سوية وأنا سأقوم بالتحدث .. رفض .. قلت له اذا انتظر .. وذهبت لمكتب مديري.

دخلت على مديري وتحدثنا عن أمر خارجي (له علاقة بعودتي وانتهاء الغربة .. سيكون له حديث آخر ;)) .. انتهينا من الحديث وهمّ بالخروج لكي نقوم بعمل بعض القهوة .. استأذنته بالتحدث في موضوع خاص .. وشرحت له ماحدث بيني وبين صديقي .. ليس بم أخبرني ولكن بم يشعر .. وأنه لم (يفهمها وهي طايرة) وأخذ الحديث عن السلبيات بشكل شخصي .. وإن تركناه بهذا النحو فإنه سيفقد كل الطموح ولابد أن تتحدث معه .. بكل أمانة، توقعت أن يغضب مديري فهو من النوع الذي لا يحب أن يخبره أحد بم يجب أن يفعل ولكن بكوني قائد الفريق فلابد أن ادافع عن فريقي .. ابتسم، وأخبرني: أتعلم لماذا لم أتحدث عن الإيجابيات؟ لأن عملكم بحد ذاته يشهد لكم بم قدمتموه .. وحديثي عن السلبيات بذلك الشكل الصارم كان من باب التقويم السريع (سيكون صديقي بديلا لي عند مغادرتي ولا يعلم بهذا) .. أخبرني بأن أطيّب خاطره وأن أخبره بشكره وتقديره .. أقترحت عليه أن يتحدث معه وأن يخبره هذا بنفسه .. وهو ما تم.

الخلاصة: نفسية الموظف أمر حساس جدا .. وكمدير أو قائد لفريق فإن الحفاظ على معنوياتهم وطموحهم أمر جداً ضروري لضمان استمرارية جودة عمل الفريق والمحافظة عليهم لأطول وقت.

إضافة: في ناس تحب النوم كثيييير مررررة ههههه

أحمد

2 comments

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.